الكنز المفقود - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الكنز المفقود
رائد أبو عواد – 06\05\2009

عاش قديما رجل ثري برع في جمع المال وكسبه حتى غدا من أكثر الناس غنى في بلاده. واحتار كيف يحافظ على ثروته من الضياع أو التبذير، فقرر أن يحول جميع أمواله إلى سبائك ذهبيه، خبأها في مكان آمن تحت الأرض وأصبح غنيا يعيش عيشة الفقراء. وبرغم كل ما يملكه لم يستطع الاستمتاع بماله المدفون تحت التراب.

حالنا مع السياحة في الجولان لا يختلف كثيرا عن حال هذا الرجل الغني/الفقير. فنحن نعيش في منطقه من أجمل المناطق في العالم (على الأقل بنظري)، تجد فيها الهواء النقي, المياه العذبة, السكان البشوشين ذوي الأخلاق الحسنة, الذين يتمتعون بحسن اللقاء والاستقبال, الأحراش الخضراء, مواسم الثمار, الثلوج في الشتاء, الجو المعتدل في الصيف, والكثير الكثير من المزايا التي يحلم بها كل ساكن في بلد معين ويقصدها كل سائح.

وفعلا يأتي السياح وبأعداد هائلة، ولكننا لا نحصل على أي فائدة تذكر منهم، ونكتفي بالتحسر على عدم الاستفادة من الكنز الموجود بين يدينا.

حان الوقت لنفكر باستغلال هذا المصدر الاقتصادي الهام، والخطوة الأولى هي التخطيط الصحيح والتعاون بين المهتمين بإنجاح هذا المجال في منطقتنا، وكذلك إقامة أماكن متميزة تجذب الزائرين، وعدم الاكتفاء بعامل الصدفة, تكون مبنية على أساس مدروس لاستغلال الأفواج السياحية المتعطشة لهذا النوع من السياحة.

ربما يكمن الحل بإقامة جمعيات سياحية, على غرار جمعيات المياه أو البرادات، وذلك لتركيز الجهود واتخاذ المنحى الصحيح للأمور. أو ربما يكمن الحل بالاستثمار الصحيح أو الدعاية المناسبة. ولكن الخطأ الأكبر هو أن يبقى هذا الجهد فردي وأن لا يكون هناك تعاون بين السكان لجعل السياحة مصدر معيشة لأكبر عدد ممكن من أهل الجولان.

ملاحظة :الكاتب ناشط في مجال السياحة في الجولان
ويشغل منصب المدير التنفيذي لشركة راني تورز للسفريات والسياحة الداخلية.